elasel المدير عام
أفــتــخــر انـــــــى : مــزاجــيــ : مـتـصـفـحــي : المشاركات : 555 الموقع : https://7aba.yoo7.com تاريخ التسجيل : 09/03/2009 نقاط : 12708
| موضوع: لا محل للتسامح مع (أعداء الرسول) يا دكتور حمزة! 10.05.09 5:48 | |
| <tr><td height=10>لا محل للتسامح مع (أعداء الرسول) يا دكتور حمزة! <tr><td height=10><tr><td height=10>عبدالله بن صالح العجيري إن الناظر في أحوال الأمة اليوم ، وما تمارسه من أدوار في التصدي للهجمة القبيحة على شخص النبي صلى الله عليه وسلم ليسره ما يرى ويشاهد .
وإن في هذه الأحداث لدليلا على الغيرة الإسلامية العظيمة المتأصل في كيان هذه الأمة ، والمتولد من ذلك الغضب الإسلامي ، الغضب الذي سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نرى حرمات الله تنتهك ، وأي حرمة أجل وأرفع من حرمته صلى الله عليه وسلم ، وأي غضب يجب أن يكون أعظم من الغضب حين يتنقص من مقامه صلى الله عليه وسلم ويستهزأ به ؟! .
وفي الوقت الذي تتوسع فيه دائرة هذا الاستهزاء بين أهل الكفر بإعادة نشر تلك الصور الآثمة في محاولة (لتفريق دمه الشريف بين القبائل) ، نرى كتابا ومثقفين قد تباينت طرائقهم في تناول هذا الحدث ، ما بين متوجع مما حصل ، ومتألم مما جرى ووقع ، ومطالب بوقف هذا المسلسل المشؤوم .
لكن من أغرب وأعجب ما اطلعت عليه جزءا من مقال للدكتور حمزة بن قبلان المزيني والمنشور في جريدة الوطن في عددها الصادر يوم الخميس الثالث من شهر الله المحرم لسنة 1427هـ ، والمعنون بـ (الحكمة في إدارة المعركة) والذي تناول فيه وسائل المقاومة الممكنة التي ينبغي أن تمارس في ظل ما حدث وحصل ، مستعرضا جملة من الأحداث السابقة وكيف تباينت ردود أفعال الأمة اتجاهها ، مثنيا على بعض هذه المواقف والتي حققت المقصود ، وذاما لأخرى .
وتناول فيما تناول مسألة المقاطعة كردة الفعل الإسلامية الأوضح والأظهر لما وقع من تنقص واستهزاء بدين الأمة المتمثل في السخرية من شخص رسول الأمة صلى الله عليه وسلم .
وليس المقصود بهذه المقالة تناول هذه القضية - قضية المقاطعة - والذب عنها والمدافعة ، أو مصادرة رأي فرد لا يرى بالمقاطعة لرأي رآه ، فإن إبداء الرأي في مثل هذه القضية في إطاره الصحيح غير محرم ولا محظور ولا يدعو ضرورة لسوء الظن أو الطعن أو التهمة .
لكن الغريب حماسة البعض في التنقص من خيار الأمة في المقاطعة عبر شعارات ومقالات وكتابات تقول بالنص أو الإشارة (لا لمقاطعة البضائع الدنماركية)! في أسلوب استفزازي ومصادرة للرأي ممن يزعم أنه من أصحاب الرأي والرأي الآخر .
ولا أعلم مبررا مقبولا للحماسة المضادة في موضوع مقاطعة البضائع الدنماركية والتي تصل بصاحبها إلى حد اتهام الأمة بالسطحية والسذاجة ، وأنها لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية ليس إلا ، لا تتحرك ولا تتقدم إلا كردة فعل ما هي إلا كزوبعة في فنجان آيلة للذهاب والزوال ، إلى آخر ما هنالك من كتابات بعض مدعي الثقافة والذين يتحمسون لتسجيل مواقفهم في مصادمة الأمة والسبح ضد التيار بدل تسجيل المواقف في موافقة الحق الذي عليه سواد الأمة على مذهب (خالف تعرف)! .
وموضوع المقاطعة وما تستجلبه من مصالح وما يتصل به من أحكام موضوع شائك كبير يستدعي بحوثا ودراسات تناقش ما يندرج تحته من مسائل فرعية وما أكثرها وحكم كل مسألة منها ، وعسى أن يرى مثل هذا المشروع النور ، فإن المكتبة الإسلامية الشرعية في حاجة ماسة إليه.
وعودا على المقصود فعنوان مقال الدكتور (الحكمة في إدارة المعركة) ، والحكمة هي وضع الشئ في موضعه ، فلا نقاش في أن صد العدوان الذي وقع وجرى يجب أن يكون في ضمن هذا الإطار وبالحكمة ، ولا يجوز أن يخرج عنه ذات اليمين وذات الشمال بتهور طائش ، أو عبث سخيف ، يهدر طاقات الأمة ، ويبدد قوتها ، ولا يحقق المصلحة المرجوة بل قد يستجلب ما يستجلبه التهور من مفاسد .
والحكمة لا تعني ضرورة التهدئة واللين ، وإنما هي المعالجة بالدواء الأنجع للأزمة الراهنة والذي يحقق أكبر قدر من المصالح الشرعية ويقلل ما يمكن من المفاسد المعتبرة ، فهذا هو الإطار الذي يريد الدكتور أن يقدم من خلاله الحلول والتوصيات الممكنة للخروج من الأزمة الراهنة .
وليسمح لي القارئ أن أسائل الدكتور بناء على ما سبق أمن الحكمة اليوم أن يُدعى المسلمون وهم يرون ما يجري ويحدث إلى التسامح والمسامحة؟.
وأدع الدكتور ليجيب بأحرفه كما سطرها في آخر مقاله وهو الجزء الأساس الذي كتبت من أجله هذه السطور: (ولا بأس من التذكير هنا بأن الله سبحانه وتعالى قد كفى رسوله الكريم المستهزئين. ولنا، من جهة أخرى، فيه صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في تسامحه المبدئي مع من آذوه في حياته وألقوا القاذورات على ظهره وهو ساجد في فناء الكعبة وكسروا رباعيته في غزوة أحد وحاولوا قتله والتآمر عليه. ومع ذلك فقد سامحهم وقال حين ظفر بمن آذاه من قريش قولته الشهيرة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وكذلك كان فعله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين الذين تآمروا عليه وتحالفوا مع أعدائه ضده؛ فلم يقتلهم ولم يعاقبهم مع أنه يعرفهم معرفة حقة).
هذا نص كلام الدكتور كما ورد في مقاله دون زيادة أو نقصان .
الدكتور يريد أن يذكرنا بتسامح النبي صلى الله عليه وسلم المبدئي مع من آذاه ، وهو القدوة الأسوة ، والمطلوب من القارئ أن يقدر الرسالة المفهومة من هذه الكلام والذي لا يقدر الكاتب على التفوه بها صراحة ونصا ، خصوصا في الظرف الذي تعيشه الأمة اليوم والذي بدأت ملل الكفر تصرح بمواقفها مما حصل وجرى وتتابع على نشر الصور الآثمة تحت شعارات حرية (التحقير)!.
إن الدكتور يدعونا إلى أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في تسامحه مع من آذاه ، وعفوه عمن نال منه وعصاه ، وعليه فإن الواجب على الأمة اليوم أن تستبدل هذه الغضبة العارمة بالمسامحة والتسامح ، والتغاضي عما وقع وجرى اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تسامح مع مخالفيه ، ولم يعاقبهم ، مع معرفته بهم ، ومعرفته لأذيتهم له! .
أليس من الغريب أن تأتي مثل هذه الدعوة والأمة تسمع وترى ما يقع من إهانة لمقامه صلى الله عليه وسلم يتلوها إهانة ؟!.
أليس من العجيب أن نُذكر بالتسامح في وقت تُستفز فيه المشاعر وتُستغضب الأمة مع سبق الإصرار والترصد ؟!.
أليس الأحق بالدعوة إلى مقام التسامح المزعوم هذا مخالفي الأمة الذين لم يراعوا حرمة ولا شعورا فيقدموا اعتذاراتهم الصريحة مما وقع وجرى ، مشفوعة بالإجراءات الكفيلة لعدم وقوع هذا الأمر مرة أخرى ؟!.
إن التسامح الشرعي الصحيح لا يكون إلا إذا وقع في موقعه الصحيح ، وأولئك المستهزئين بمقامه صلى الله عليه وسلم ليسوا موضعا صالحا للتسامح ، وإن التسامح مع أمثال أولئك المجرمين جريمة شرعية لا يجوز أن يكون بحال .
بل إن التسامح والحال كما نرى مخالف للطبيعة الإنسانية والفطرة البشرية ومن استُغضِب فلم يغضب فهو حمار كما قال الإمام الشافعي ، ولئن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحق في التجاوز عمن أساء إليه فإن هذا ليس إلى الأمة ، بل الأخذ بحقه والغضب له واجب إسلامي لا يجوز أن يمس أو يتنازل عنه .
وأي عيش يبقى وأي حياة تطيب يوم يمس جناب النبي صلى الله عليه وسلم والأمة تقف موقف المتفرج المتسامح ، المتغاضية عن صفعات الخصوم ، والتي لا تطالب بحقها ، فإن طلبته فبالأسلوب الهادئ اللين ، وبالابتسامة المهذبة ، وبالكلمة المؤدبة ، لا تجرح المشاعر ، ولا تسفز المخالف .
إن إجماع الأمة عامة منعقد على حرمة التسامح مع ساب النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم جواز إسقاط حقه الشريف صلى الله عليه وسلم ، وما قال عالم ولا شبه عالم بمثل ما يريد الدكتور أن يقوله ، وفي كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية عظة وعبرة .
أما أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مع من طعن فيه وشتمه فليست كلها على النحو الذي يريد الدكتور تصويره بل له مقامات ومواقف أخذ فيها بحقه الشريف نصرة لدين الله وشرعه ، وإلا فإذا ترك المستهزئ يقول ما شاء ويستهزئ بمن شاء دون أخذ ومحاسبة وعقوبة ، فأي دعوة تبقى وأي دين يعيش .
ويكفي من ذلك أن تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل بعض من شتمه ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة ، وما قصة كعب بن الأشرف عن ذهن القارئ ببعيد ، وقصة مقتل عقبة بن أبي معيط فيها عظة وعبرة لمن نظر وتأمل .
وإن ما نراه من تآزر ملل الكفر على تشويه صورته صلى الله عليه وسلم لهو دليل على الحقد الدفين ، والحسد العظيم من هذا الانتشار الواسع والمتسارع لدين الإسلام ، الأمر الذي حدا بهم إلى اتخاذ مطية السوء هذه صدا لباب الإقبال على هذا الدين أن يفتح ، وردا لكل وارد عليه ، أفيصح بعد هذا أن نتواصى بالتسامح وندعوا إلى المسامحة ونحن نرى ما نرى ؟!.
فلولم تكن البراءة من الكفر وأهله من أصول ديننا ، لكانت البراءة منهم اليوم واجبة مقابلة بالمثل ، فكيف وهي من أصول الإسلام الكبرى ، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) . هذا أمر ربنا ، وهذا هو الفرقان بيننا وبينهم ، وإن رغمت أنوف.
| | |
|